أساسيات النجاح في التداول
اكتشف معنا في هذا المقال الأهمية الشديدة للانضباط النفسي في التداول وكيف يمكنك تحقيقه.
أساسيات النجاح في التداول
النجاح في التداول يعتمد على العديد من العوامل المختلفة. وهي لا تشمل فقط المعرفة النظرية، وفهم التحليل الأساسي والتقني، والتعلم المستمر واكتساب الخبرة ، ولكن أيضًا الاستقرار النفسي والعاطفي. يجب عليك إضافة قطعة واحدة فقط لفك الأُحْجِيَّة وهي الانضباط والالتزام.
اكتشف معنا في هذا المقال الأهمية الشديدة للانضباط النفسي في التداول وكيف يمكنك تحقيقه.
ما هو الانضباط أو النجاح في التداول؟
عمومًا، يمكن اختزال تعريف الانضباط إلى التكرار المقصود لبعض الإجراءات لتحقيق نتيجة و هدف محدد. وكثيرا ما تكون هذه الإجراءات صعبة وغير محببة على النفسية، وتتطلب بذل الجهد.
وبالتالي، فإن العنصرين الأساسيين للالتزام هما:
وجود هدف.
القدرة على أداء أفعال واتخاذ إجراءات اللازمة وفي كل الظروف التي قد لا تكون مريحة وسهلة.
الانضباط هو أساس أي عمل ناجح، وليس في التداول فقط. الالتزام والانضباط في التداول، هو التتبع والعمل الصارم وفق شروط وقواعد خطة التداول واستراتيجية إدارة المخاطر. في كثير من الأحيان، يمكن أن تؤدي التغييرات في السوق إلى اتخاذ المتداول قرارات وإجراءات متسرعة مدفوعة بقوة العاطفية في تلك اللحظة. هنا وفي هذه الحالة، من المهم جدًا أن تكون قادرًا على كبح مشاعرك النفسية (الخوف و الطمع) واتباع الخطة المحددة مسبقًا، أي الحفاظ على الانضباط.
لماذا من المهم أن تكون منضبطًا في التداول؟
كما نعلم، فإن جوهر التداول هو متابعو و تحليل للسوق من أجل إجراء الصفقات و تحقيق الربح. المتداولون المحترفون يتداولون ضمن خطة تداول شاملة مدروسة وموضوعة مقدّمًا تتضمن، الأهداف المحددة وطريقة التحليل وشروط الدخول والخروج من الصفقات واستراتيجية إدارة المخاطر.
الالتزام مهم جدا بداية من المرحلة الأولى، حيث يجب اكتساب المعرفة النظرية بشكل هادف ومنهجي قبل الانتقال إلى الممارسة والتطبيق. الفجوات المعرفية التي تحدث بسبب الكسل أو التسرع يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة.
لا يمكنك الدخول إلى السوق و التداول بأموال حقيقية، إلاّ بعد أن تبني قاعدة معرفية نظرية صلبة. في هذه المرحلة، الانضباط سيساعدك على اتباع الاستراتيجية التي وضعتها لنفسك و أن لا تحيد عن المسار.
بالإضافة إلى ذلك، المتداول طوال مسيرة يحتاج إلى التعلم باستمرار واستكشاف فرص جديدة، و أيضا تحليل النجاحات والإخفاقات من أجل تصحيح الأخطاء و استغلال نقاط القوة. لن تبلغ النجاح إلا باتباع نهج منضبط لتحسين الذات.
ما الذي يؤدي إليه عدم الانضباط في التداول؟
الانضباط يساعد في التداول على إبقاء عواطفه تحت السيطرة، لأن القرارات المتسرعة تؤدي إلى أخطاء. ولتوضيح ذلك، لنلقي نظرة على ما يمكن أن تؤدي إليه تلك الأخطاء.
الإفراط فِي التداول
يعد الإفراط في التداول واحدًا من الأخطاء الأكثر شيوعًا التي يرتكبها كل من المتداولين المبتدئين والخبراء على حد سواء. جوهر هذه الظاهرة، كما يمكنك أن تخمن من الاسم، هو التداول المفرط. أي أن المتداول إما يجري العديد من الصفقات التي لا تشكل جزءًا من خطة التداول، أو صفقات ذات أحجام و مخاطر كبيرة. وهذا، بطبيعة الحال، يؤدي إلى خسائر.
غالبًا ما يكمن سبب هذا الخطأ في الانحراف عن استراتيجية التداول، عندما لا يتبع المتداول القواعد التي وضعها لنفسه.
إجراء صفقات متهورة
هذا الخطأ شائع في المقام الأول بين المبتدئين، ولكن لا أحد محصن ضده. يجب أن تستند أي عملية تداول إلى بيانات تحليلية، وليس إلى رغبات لحظية. ولكن هناك حالات يستسلم فيها المتداول للإغراء ويجري معاملة متسرعة.
أي شراء أو بيع للأوراق المالية يجب أن يتم بعد تحليل الوضع وفقًا لخطة التداول. خلاف ذلك، فإن التداول يصبح لعبة خاسرة.
التوقيت غير مناسب
يميل الناس إلى الرغبة في الحصول على كل شيء بسرعة و دفعة واحدة، والمتداولون ليسوا استثناء. لذلك، عندما يرى المتداول الفرص المحتملة، حتى لو لم تكن مناسبة للاستراتيجية، فإنه يسعى جاهدا لاستخدامها بأي ثمن. قد يكون من الصعب جدا التغاضي عن بعض حركات الرسم البياني، لكن الجشع نادرًا ما تكون نتائجه جيدة.
وهنا علينا أن نكرر نفس الشيء الذي كنا نتحدث عنه طوال هذه المقالة بأكملها. تحلَّ بالصبر واتبع استراتيجيتك، وثق بنفسك وقراراتك المبنية على التحليل.
كيفية تطوير و اكتساب الانضباط في التداول؟
فكيف يمكن تحسين الانضباط النفسي وتعلم الالتزام في التداول لتجنب مثل هذه الأخطاء؟ فيما يلي قائمة من النصائح من بعض المتداولين الذين نجحوا في فعل ذلك.
الانفصال عن الأغلبية
في التداول، هناك دائمًا إغراء لمتابعة الأغلبية. إذا كان الجميع يفتحون الصفقات و يربحون، فإذا تداولت مثلهم فستحقق ربحًا، صحيح؟ خطأ.
إذا فعل الجميع نفس الشيء، و على الرغم من أنه قد يبدو أنها الطريقة الصحيحة، فإنه في الأخير ستحرك السوق بشكل يؤدي إلى الفشل. لذلك عليك دائما أن تشكّل أفكارك الخاصة عبر تحليل شامل للسوق.
استخدم خطتك في التداول
عندما تنشأ و تضع خطة التداول، فإنك تفعل ذلك لسبب ما. يجب أن تكون خطة التداول فريدة و خاصة بك وحدك و بظروفك، وتأخذ في الاعتبار عوامل مثل أهدافك، ورأس مالك، و مستوى المخاطر المقبول لك، و حتى أسلوبك في الحياة و العمل. حاول ألا تغفل أي شيء يمكن أن يكون له أي تأثير على تداولك.
ولكن خطة التداول لن تكون فعالة بما فيه الكفاية إلا إذا اتبعتها بحذافيرها.
تجنب الأشياء الواضحة في التداول
إذا رأيت شيئًا من الواضح أنه سيحقق أرباحًا، فتأكد أن الجميع من في السوق سوف ينتبه له أيضا. وإذا كان الحشد في السوق سيندفع لاقتناص تلك الفرصة، فمن المحتمل جدا أنك لن تحصل عل شيء (القلة فقط يفعلون).
ضع القواعد واتّبعها
أنت تضع قواعد للتداول في خطتك، لتوفير على نفسك الكثير من المتاعب في حالة انقلاب السوق ضدك و تحرك على غير ما تتوقع. لا فائدة من وضع استراتيجية لا تستخدمها إلا عندما تسير الأمور على ما يرام. عليك دائما أن تتبع هذه القواعد في كل الأحوال، حتى لو بدت الأمور خارجة عن السيطرة. هذا ما سيبعدك عن الوقوع في المزيد من الأخطاء و المشاكل.
انتبه للتحذيرات
نحن دائما نأمل وقوع الأفضل. ولكن في التداول، من المهم التخلص من هذا الشعور، خاصة إذا رأيت إشارات عن قرب حدوث خسائر. يجب ألا تتجاهل هذه التحذيرات أبدًا لصالح الأمل الوهمي.
تجنب خبراء السوق المزيّفين
هناك الكثير ممن يسمّون أنفسهم خبراء التداول، و يدّعون أنهم اكتشفوا أسرار السوق و الطريقة المثالية لكسب الثروة، و الأهم أنهم على استعداد لتعليمك. ولكن في الواقع، أنت هنا هو السلعة و أموالك هي مصدر أرباحهم، و إذا اتبعتهم فستعطيهم أموالك بدون فائدة. لذا لا تغتر بالكلمات الرنّانة.
تنظيم الوقت
من الضروري وضع ليس فقط خطة عمل، ولكن أيضًا خطة للراحة. من المستحيل الانخراط في التداول على مدار الساعة وعدم فقدان التركيز، وبالتالي التحكم القدرة على اتخاذ القرارات و مواجهة مختلف المواقف الصعبة. امنح نفسك قسطًا من الراحة، حتى تجدد الحماس و الطاقة وتتمكن من العمل بنشاط.
لا تحاول الانتقام من السوق
لسوء الحظ، التداول مرتبط بمخاطر الخسارة التي لا مفرّ منها في أي حال و لا أحد محصن منها. لنفترض أنك خسرت صفقة تداول، بالرغْم انك كنت قريب من الوصول إلى هدف و تحقيق الربح. إذا قررت معاودة الكرّة فقط من أجل تعويض تلك الخسارة، فلن تفوز بأي شيء، بل ستستمر في الخسارة مرارًا وتكرارًا. في مثل هذه الحالة، من المهم جدًا الحفاظ على برودة الأعصاب وعدم الاستسلام للعواطف. الثقة في استراتيجية التداول.
استخدم حدسك
المفاهيم الفنية و الرياضية ليست هي فقط المهمة للتداول، ولكن أيضًا القدرة على التفكير خارج الصندوق. عند تطوير و تنمية مهاراتك في التحليل، لا تهمل الاستماع إلى حواسك.
استخدم أدواتك بحكمة
يمكنك استخدام أي منصة تداول لمصلحتك. تعرف على الميزات المختلفة التي توفرها كل من منصتي MetaTrader 4 و MetaTrader 5 للاستفادة منها في تداولاتك. هناك العديد من الأدوات المختلفة التي يمكن أن تجعل حياة المتداول أسهل وتنفّذ المهام بدلا عنه.
ولكن لا يمكن الاعتماد الأعمى على البرامج الآلية بلا روح. أولا وقبل كل شيء، أنت وحدك مسؤول عن اتخاذ قراراتك، والبرنامج ينفذ فقط أوامرك.
التخلي عن عقلية الراتب
الكثير من الناس اعتاد على العمل مدة معينة مقابل الحصول على راتب دائم ومضمون. لا تنتظر أن تحصل على نفس نظام العمل هذا كمتداول. المتداول ليس لديه راتب ثابت أو مضمون. يجب أن تعتاد على فكرة أن مداخيلك لهذا العام ستعتمد على عدد قليل من أفضل الأيام في السوق.
قبول الخسائر المحتملة
بالنسبة لمعظم المتداولين، الجزء الأكثر صعوبة في التداول هو القدرة على التعامل مع الخسائر. يجب أن تقبل و تتعايش مع فكرة أن الصفقات الخاسرة أمر لا مفر منه. في الواقع، حدوث المكاسب الكبيرة نادرة مقابل الخسائر الصغيرة. وهذه إحدى الطرق الطبيعية لتفاعل السوق. اعتبر من كل خسارة، واجعلها درس لك تتعلم منه شيء جديد لاستخدامه لصالحك في المستقبل.
احذر من التعزيزات
عندما تنغمس في نشوة تداولاتك الناجحة، سوف تبدأ في إدراك التداول بشكل مختلف. قد تجعلك بضعة أشهر المتتالية من تحقيق الأرباح تشعر بالدوار، وتبدأ في الاعتقاد بأنك قد أتقنت التداول أخيرًا، وأن الآفاق أمامك أصبحت الآن بلا حدود.
ولكن التاريخ يعلمنا أنه مع القوة كبيرة تأتي المسؤولية الكبيرة. إذا لم تراقب صفقاتك جيدا، فستخرج الأمور بسرعة عن السيطرة، وستعود إلى أسفل السلم.
تجنب ضوضاء السوق
الأسعار في السوق تتغير باستمرار، أحيانًا كجزء من الاتجاه العام، وأحيانًا قد تكون مجرد تقلبات مؤقتة وطفيفة، وهي ضوضاء السوق. يجب ألا تتفاعل مع أي حركة بسيطة في السعر. تعلم التمييز بين هذه الضوضاء و الإشارات المهمة حقًا.
الخلاصة
مسار المتداول ليس دائما بسيط وواضح. كلنا سنرتكب الأخطاء ونصاب بخيبة الأمل عاجلاً أو آجلاً.
ولكن مع كل خطأ يمكنك أن نتعلم درس جديد. و هذه التجارب المتكررة تسمح لنا بالنمو والتطور. الصبر وانضباط في التداول لن يساعدك فقط على تعزيز مركزك كمتداول، ولكن أيضًا للحفاظ عليه دون الخضوع لقرارات عاطفية متسرعة.