الفرق بين تداول الفوركس والمقامرة
عندما نسمع بمصطلح الفوركس أو سوق العملات يطرح هذا السؤال ويربط بينه وبين القمار.
صحيح أنه هناك نسبة من المخاطرة عند فتح صفقة (مركز) أثناء تداول العملات. فلا يوجد أي خبير، مهما كانت مدة متاجراته وتحليلاته لأسواق الفوركس، يستطيع أن يخبرك بكل ثقة عما سيفعله الدولار اليوم. هناك العديد من الأدوات التي يمكنك أن تستخدمها لتساعدك على اتخاذ قرارات مبنية على معرفة، ولكن لا تصدق خبراء الفوركس عندما يقولون لك بأنهم أدركوا السوق ووصلوا حد العلم الذي يمكنهم من توقع حركة زوج ما من العملات.
في الحقيقة، إنها معادلة رياضية بسيطة. فإذا كانوا هؤلاء الخبراء قد أدركوا سوقاً يتداول 3 تريليون دولار في اليوم الواحد، فلماذا لم يصبحوا من أصحاب المليارديرات حتى الآن؟ الجواب بسيط… إذا كانوا عرفوا حقا مفتاح التغلب على مخاطر الفوركس، فلن يضيعوا وقتهم في محاولة تزويدك بالتوصيات أو الإشارات لحركة أزواج العملات وهديك لتصبح متاجرا بالفوركس إلا بعد أن يتمكنوا من تحقيق ربح أول مليون على الأقل.
وعلى الرغم من أن مقارنة الفوركس بالمقامرة لن تكون بلا جدوى، فإنها أيضا ليست دقيقة
وإليكم خمس أسس تفرق بين سوق العملات والمقامرة :
شرعية سوق العملات
أولاً وقبل كل شيئ، المقامرة ، وبلا أي شك، بعيدة كل البعد عن الحلال، وقد تم تحريمها من قبل الإسلام منذ ظهوره حتى أيامنا هذه. أما بالنسبة لشرعية التعامل في المضاربة في العملات، فقد إنتشر السؤال بين الكثير من الفقهاء والعلماء الأفاضل والمتداولون حول تحليل المتاجرة بسوق العملات العالمية.
والسؤال الأهم لدى معظم التجّار والمستثمرون المسلمون هو: هل يجوز التعامل في العملات والذي يتم التداول فيه عن طريق الإنترنت ؟ وما رأي الشريعة في التبييت وكذلك تأخر التسليم (المقاصة) من يوم إلى يومين بعد إنهاء العقد ؟ وقد أجاب العديد من المفتيين حول شرعية هذا الموضوع والتي إنتشرت بشكل كبير على الإنترنت.
الأرقام
يجب ان نركز على السبب الذي يجعل أي شخص يقدم على المقامرة أو المتاجرة بالفوركس؛ إنه الربح المادي (أو ببساطة المال). لا يوجد وجه للمقارنة على الإطلاق بين حجم المال المتاجر به يوميا بسوق الفوركس وبين حجم المال بصالات القمار.
فلا يمكن الحصول على إحصائيات دقيقة حول حجم المال الذي يتداول بصالات القمار يوميا، ولكن الأرقام لا تقارن.
اللاعبون/المتداولون
يدعم سوق الفوركس أكبر المؤسسات المالية الهامة بالعالم. صحيح أن المتاجرين لا يتعاملون مع البنوك، ولكن مع قطاع التجزئة بالفوركس أو شركات وساطة في سوق الفوركس، وبرغم ذلك، فإن حقيقة أن السوق تدعمه هذا المؤسسات يوفر مستوى عاليا من الشرعية مقارنة بعالم المقامرة.
ففي حين تواجه المقامرة دائما دعاوي قانونية، فإن الفوركس سوقا شرعيا شأنه شأن أي سوق آخر مثل الأسهم أو البضائع. لذا إذا كنت مهتما في إنفاق أموالك التي تعبت في جمعها والمخاطرة بها، أليس من الأفضل أن تضعها حيث تعرف أن القانون والأخلاقيات يقفان إلى جانبك؟!
الأدوات
على الرغم من تضمن عنصر المخاطرة بسوق الفوركس، فأنت لست في ظلام تام عندما تقوم بفتح مركزا. هناك العديد من المدارس الفكرية التي تمضي كثيراً من الوقت والموارد في محاولة للتغلب على هذه المخاطرة. فسواء أكنت تؤيد التحليل الفني، والقول السائد الذي يقول “أن الإتجاه صديقك”، أو أنك تتاجر وعينك على الأخبار، ما دمت تعتقد أن التحليل الأساسي هو الطريق الصحيح، فالفوركس ليس لعبة حظ.
يمكنك أن تشاهد وتحلل سوق الفوركس لعدة أيام قبل أن تفتح مركزا، وأيضا تراقب عن كثب العملات التي تريد شرائها، وحينئذ فقط، وبناءا على دراساتك، يمكنك التحرك. أنا متأكد أن مثل هذه الأدوات لا توجد بعالم القمار، الذي يدعك بين أيدي الحظ أو القدر. أي كان الأمر فأنا لا أريد الإعتماد على الحظ بمالي الذي تعبت في جمعه. وعلى الأرجح، هذا ما تعتقده أنت أيضاً. أليس كذلك؟
العواطف
إحدى العواقب الأساسية التي تتعلق بالمقامرة، كما نعرف جميعا، أنه يسبب الإدمان. إذا فكرنا في هذا الأمر لمدة ثانية، سوف نفهم أن السبب وراء ذلك هو أن الناس يدعون عواطفهم تسيطر عليهم. فالناس يدخلون إلى صالات القمار آملين فقط في جني المال. وعندما لا يحققون هذه الرغبة، فإنهم يحاولون مرة أخرى ولن يدم الوقت حتى يخسروا جميع أموالهم، والذي يؤدي بهم عادة إلى كثرة المقامرة عن ذي قبل، وبشكل أكثر وحشية.
هذه بالطبع مشكلة كبيرة. من ناحية أخرى، فإن القاعدة الأولى بسوق الفوركس التي يعرفها أي متاجر بالفوركس هي أن تدع عواطفك خارج المعادلة. تاجر بموضوعية وبشكل علمي. حدد أهداف المتاجرة والتزم بها. هذا بالطبع يحول دون التعويض المفرط بالصفقات، عندما تفقد مالك، أو تدع طمعك يتغلب عليك عندما تجد نفسك رابحا.
سجل الى حساب تجريبي واحصل على مواد تعلمية مجانا لاسرار سوق الفوركس